ST
وقف النبى صلى الله عليه وسلم يوماً أمام أصحابه وقال :
" اشتقت لأحبابى "
فتعجب الصحابة من هذا الكلام !! وقالوا : يارسول الله ... أولسنا
أحبابك ؟!
فقال صلى الله عليه وسلم ::
" لا ... أنتم أصحابي ...
وأحبابي قوم يأتون من بعدي
يؤمنون بى ولم يروني ... "
~~~
أخواتى...
هل نحن فعلاً أحباء النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
وهل نستحق أن نكون أحباؤه أم ؟!
و من منا يلبي النداء ؟؟
~~~
إلى من اشتاق إلى النبي صلى الله عليه وسلم إليه
وإلى من أحب النبى دون أن يراه
وأحَبه النبى دون أن يراه
إلى الباحثين عن رضا الله ورسوله
عشاق الفردوس الأعلى
وأملي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فى الجنة
هذا النداء يتكرر
" اشتقت لأحبابي "
فكونوا أحباب النبي كما أراد
اسمعوا وأطيعوا له ...
طبقوا شرعه ... اعملوا بسنته ...
عظموا قدره ... صلوا عليه ...
انصروا دينه ... تحلوا بأخلاقه ...
تكونوا بلا شك أحباب النبي صلى الله عليه وسلم وتحشروا معه
~~~
من هم أحباب النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم
" اشتقت لأحبابي "
فإنه بالتأكيد يقصد ما ذكر ، شدة الحب لمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم
دون أن يراه وعلت حتى وصلت إلى الشوق ...
فالنبي يشتاق إليك فهل تشتاق إليه ؟!؟
وليس حديث الحب حديث الكلام .... بل حديث أعمال وجوارح ... حديث أخلاقيات
وسلوك .... حديث همم ونيات .
وبالطبع ....
أحباء النبي صلى الله عليه وسلم يطيعونه ولا يعصونه .
أحباء النبي صلى الله عليه وسلم يلبون أوامره ويجتنبون نواهيه .
أحباء النبي صلى الله عليه وسلم ينصرون دينه ويطبقون شرعه .
أحباء النبي صلى الله عليه وسلم يدافعون عن رسولهم بالغالى والنفيس .
وبالطبع ....
من أدمن المعصية وداوم عليها ... فليس من أحباب النبي .
من أخذ من الإسلام ما أراد وترك ما أراد ... فليس من أحباب النبي .
من يضيع الفرائض ويهمل النوافل ... فليس من أحباب النبي .
من أُهين عنده النبي ولك يحرك ساكناً فليس من أحباب النبي .
~~~
ويوضح النبي صلى الله عليه وسلم سبب هذه المحبة ويقول عنهم :
" والقابض فيه على دينه كالقابض على الجمر "
أرأيتم شدة الإستمساك بالدين ...
" تمسك بالإسلام وأحكامه وتعاليمه وصبر رغم شدة الأذى والإبتلاء "
وكم أجرهم يارسول الله .... يقول صلى الله عليه وسلم :
" وإن أجر الواحد منهم كأجر خمسين "
يالله ... أجر خمسين ضعف !!
كم هذا الكرم ياالله ... كم هذه النعمة ياالله !!
خمسين ضعف من الأجر
فهل خمسين ضعف من أجورهم أم من أجور الصحابة ؟!!
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا ... بل كأجر خمسين منكم "
أى كأجر خمسين ضعف من أجر أبى بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم
أجمعين ... يالله
ما كل هذا يارسول الله ؟؟ لما كل هذا يارسول الله ؟؟
والسبب :
" إنكم تجدون أعواناً على الخير وهم لا يجدون أعواناً على الخير "
أعرفت سبب هذا الشوق وهذه المحبة
إن كنت لا زلت فى ريب ... فتعال لتعرف
كيف تصل إلى هذه المحبة ؟؟
~~~
الطريق إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى استعداد ومعرفة وصبر
وعزيمة ... لكن من أحبه النبي فقد أحبه الله ومن أحبه الله ورسوله وجبت
له الجنة .
الوسيلة الأولى : حسن الخلق .
أن تكون حسن الأخلاق ، طيب الطباع ، لين الجانب ، سمح ، بشوش ... إلى غير
ذلك من الأخلاق الحسنة .
يقول النبى صلى الله عليه وسلم :
" أقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً "
فكلما حسن خلقك .... زاد قربك من النبي صلى الله عليه وسلم .
وكلما ساء خلقك .... كلما بعدت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الوسيلة الثانية : طاعة النبي .
طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فى كل أوامره ، واجتناب نواهيه من كل
جانب ... والسعي للسير على خطاه صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا ومن
يأبى يارسول الله ؟ قال : من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى " .
* أى أن كثرة الطاعات والإمتثال لأوامر الله ورسوله ... تدخل الجنة .
* وكثرة المعاصي ورفض أوامر الله ورسوله ... تدخل النار .
الوسيلة الثالثة : الصلاة على النبي .
وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من وسائل الوصول لمحبته ...
بل أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عهداً لمن يحافظ على الصلاة عليه
صباحاً ومساءاً أن يحصل على شفاعته يوم القيامة ..
قال صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي عشراً حين يصبح وحين يمسي وجبت له
شفاعتي "
ومعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن تطلب من الله سبحانه
وتعالى أن يرفع درجة النبي صلى الله عليه وسلم عنده .
فصلاة الله على نبيه ... رفعة من درجته شأنه .
وصلاة الله على المؤمن ... رحمة ومغفرة .
الوسيلة الرابعة : تطبيق شرعه واتباع منهجه .
فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم فليحيا بمنهجه وليعظم شريعته وليطبق
سنته ... فكاذب من يدعي محبته ويرفض منهجه .. كاذب من يرجو شفاعته ويعصى
أوامره ...
محبة الله توجب اتباع النبي :
ومن أراد أن يثبت محبته لله ... فأول دلائل الإثبات وبراهين المحبة هى
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والإمتثال لأوامره ...
(* قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ
اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *)