السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
جائتني هذه الخاطرة بعد أن حصلت على أجازة الحج لهذا العام
رجعت إلى بيتي في هذا اليوم هيمانآ ملهوفآ يعصف بي الوجد شاخص البصر
متى سأرى الكعبة ؟؟ ... متى سأرى بيت الله الحرام ؟؟
متى سأرى القبلة التي إرتضاها لنفسة سيد الخلق الحبيب محمد صلى الله علية و سلم
و من قبلة جدة عبد المطلب و من قبلهما جدهما الأكبر إسماعيل ووالدة أبو الأنبياء الخليل عليهما السلام
الحبيب محمد الذي جاء للدنيا نورآ و بهاءآ
و جلب إليها القرآن ذكرآ و بيانآ و ترتيلآ و حجة و عبادة و إيمانآ و إسلامآ
و توحيدآ و ترغيبآ ووعيدآ و هداية و فكرآ و دولة و جهادآ وصدقآ و أمانة و أمنآ
و تصديقآ و حبآ و تعظيمآ و إجلالآ و تبجيلآ لله الواحد الأحد الفرد الصمد
الذي ليس له في ملكة شريك و لا ولد .. الغني عن عبادتنا
الأرحم علينا من غشاء الرحم على الجنين في بطن أمة
و الذي مهما قلنا عنه فهو تعالى غير ما قلنا ما دمنا قد قلنا
---------------
تذكرت أن الحج هو خامس خمسآ بني عليها الإسلام
و تساءلت ... لماذا جاء الحج خامسهم في الترتيب ؟؟؟؟
ثم تذكرت الأسباب التي من أجلها فرضت علينا هذه الخمس
فأولها الشهادة و هي أصل التوحيد والتصديق و الفاصل في كون المسلم مسلم من عدمة
و إن صدقت وجب عليك عبادة من صدقت و آمنت بوحدانيتة و الصلاة هي أصل العبادة
ثم جاء ثالثهما الصيام عافية للبدن راحة لة وإحساسآ بالفقير و زادة قيمة فرضة بشهر رمضان
ثم رابعهما الزكاة و التي تحقق الألفة و السعادة بين المسلمين و تشيع المحبة و التآخي و التراحم بينهم
ثم أتى خامسهم الحج و تخيلت أنه ما أتى خامسآ إلا ليكون إقرارآ و تصديقآ بكل ما سبق
و لتوضيح فكرتي نتذكر اهم ما دعا إلية الإسلام و هو نبذ عبادة الأصنام
و نحن في الحج ندور حول حجر .... و نلمس حجر .. و نقبل حجر ... و نسعى بين حجر و حجر
و من كان ضعيف إيمانه سيقول .. ما هذا التناقض في تعاليم الإسلام
و أنا هنا لأجيب علية قائلآ ... و الله إن صدقت كنت مسلمآ و إن شككت فأنت و الله لست بمسلم
لقد جاء خامسهم ليكون قمة الإقرار و الإزعان لما قال الله و أتى به رسولة
و الله يا ربي إني أعلم أنه حجر لا ينفع و لا يضر ... لكنني أفعل فقط ما أمرتني بة
الحج هو قمة الإيمان بالخضوع لما قال الله و لو كان يحتوي على ما ينفية العقل
-------------------------
و هنا أصل إلى الخاطرة التي حدثتكم عنها
تعال يا من تقول أنه تناقض في تعاليم الإسلام ... تعال و اسمع تخيل من ذاق حلاوة الإيمان
تعال و إسمع كيف يفكر من وقرت الوحدانية في قلبة و إحتواها كيانة
في البداية نتذكر سويآ قول الله عز وجل
أذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق
يتجمع الناس من كل بقاع الأرض ليأتين إلى مكان واحد
فلماذا هو هذا المكان على التحديد ؟؟؟ و لماذا هذا المكان هو من إختارة الله لبناء بيتة ؟؟
يأتي الإكتشاف الذي يثبت أن الكعبة هي مركز الأرض ... ليس هذا فقط بل يوجد أغرب من هذا
فقد وجدوا أن الكعبة مركز الأرض للعالم الحديث و أيضآ مركزة في العالم القديم قبل إكتشاف أمريكا و أستراليا
و مع هذه الحقيقة العلمية و بإضافة التصديق بأن عرش الله لا يعلوة شيئآ و أنة يغطي على كل ما تحتة
و بأن الله سبحانة و تعالى جالس على عرشة على الهيئة التي إرتضاها لنفسة
فيكون مركز الكرسي يلتقي مع كل ما تحتة عند مركز هذا الشيء
أي يلتقي مع الأرض عند مركزها ... ألا و هي الكعبة
و هنا جائني التخيل بأنني عند الطواف حول الكعبة فإنني أطوف حول النقطة التي تلتقي مع عرش الرحمن
و الله تعالى جالس على عرشة ينظر لعبادة يطوفون حولة و أنا منهم
و لك أخي الحاج أن تحاول أن يكون بصرك في هذه اللحظة حديد
كلما زاد قلبك هيامآ و حبآ ... كلما إقترب نظرك و أنت شاخص البصر للكعبة
و كلما شعرت بقرب المكان الذي أنت فية من مكان رب العباد
كيف لا أتخيل هذا و الله قد قال أنها زيارة لبيتة ... بيت الله الحرام !!!!!!
كيف لا أتخيل هذا و قد ثبتت هذه الحقيقة العلمية التي تقول أن الكعبة مركز الأرض !!!!!
ثم إسمح لكاميرا تخيلك بعد أن إقتربت و لامس وجدانك جمال القرب ... إسمح لها بالعودة للوراء
لتجد نفسك تتضائل و تتضائل ... حتى تصبح مجرد ذرة في ملكوت الله الناظر إليك
و مع صغرك و تضائلك فالله سبحانة و تعالى يتكرم عليك بالسماح لك بزيارتة و الطواف حول بيته
الطواف حول بيتة الذي ما هو إلا طواف حول خالقك و ربك و بارئك ... بل و ينظر إليك أيضآ
فإذا كان جل شأنة ينظر إليك ... فلماذا لا تحاول النظر إلية و أنت في أقرب نقطة إلية
إقترب بقلبك وجدانآ تقترب مكانآ ... تعلم ماهية الحب الإلهي تدنو و تقترب حسيآ و حقيقة
في هذه اللحظات و في هذه البقعة يكون العباد أقرب ما يكون من الله عز وجل
فهم في أقرب نقطة لعرشة و لو أنها تبعد بما لا نعرف من مقاييس المسافات
و لكن هل يكون كل العباد على نفس المسافة من الخالق عز و جل ؟؟
هذا ما أنا متأكد من صحيح إجابتي عندما أقول ... لا
فدرجة القرب تعتمد على مقدرتك أن يكون بصرك حديد
و هذه المقدرة تكتسبها حسب قوة إيمانك
ينظر الله يومها لعبادة نظرة نظرة رحمة و شفقة و حبآ
فيغفر لهم و يشهد ملائكتة أنه قد غفر لهم أجمعين
سبحانة جل شأنة جديرآ بالعبادة ... جديرآ بالخضوع له ... جديرآ بركوعنا و سجودنا
جديرآ بالتصديق له بكل ما قال ... حتى و لو خالف العقل و المقال
جديرآ بإتباع كل ما أمر به ... و البعد عما نهى عنه
غنيآ عن عبادتنا و هو أرحم الراحمين
بقلم
كارم القدسي