كلمة الشيخ من بروكسيل أيها التائه قف.
إن الحمد لله تعالى نحمدهُ ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله
أما بعــــــدِ.فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار ، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد .
سبب اختيار الشيخ _حفظه الله_ لهذا العنوان.
درسنا هذا المساء بعنوان أيها التائه قف أو قلّ هي صرخةٌ إلى تائه ، والذي حذا بي أن أختار هذا العنوان أنَّ أكثر أهل الأرض تائهون ، أكثرهم لا يعلم لماذا خُلِق ولا إلى أين المصير ؟ فأبدأ بتقرير حقيقةٍ قرآنيةٍ في وصف أصل الإنسان فهذا الإنسان له صفتان رئيستان مذكورتان في قول الله تعالي:
الصفتان اللتان للإنسان في القرآن الكريم.
قال تعالي﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾(الأحزاب:72) ، فكل إنسان في مبدئه ظلومٌ وجهول .
أما أنه ظلوم:فلأن حقيقة الظلم أن تضع الشيء في غير موضعه، وهذا يحتاج إلى علمٍ وحكمة .
وأما جهول:فالله عز وجل قال:﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا﴾(النحل:78) ، فالعلم كسبي ، بمعنى يولد المرء لا يعرف شيء مطلقًا ، فلا يموت حتى تُعقد عليه الخناصِر ويقال هذا أعلم الناس .
للمرء صفات كسبية و وجبلّيَة.
فصفة العلم صفة كسبية يكتسبها المرء ، كما أنَّ للمرء صفاتٌ جبلية ، يجبل حليمًا ، يجبل كريمًا ، سخيًا ، أو يجبل لئيمًا ، خسيسًا ، فهناك صفات جبلية وهناك صفات كسبية ، إذًا أصل الإنسان أنه ظلوم وجهول .
فكيف يخرج المرء من ظلمه وجهله ؟
لا يخرج المرء من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي قرءانًا وسنة ، لذلك أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليخرج المرء من هاتين الصفتين ، لأن المرء لابد أن يسلك طريقًا من اثنين لا ثالث لهما كما قال تعالي:﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (البلد:10) على أحد التفاسير أي طريقي الخير والشر ، فإمَّا أن يتبع الوحي وإمَّا أن يتبع ضده وهو الهوى قال تعالي:﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ هذا هو الوحي ، ﴿فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾(القصص:50) ، فهذه هي الجهة المقابلة للوحي ألا وهي الهوى ، وقال تعالى:﴿ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾ هذا هو الوحي ﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾(الكهف:28)وقال تعالي:﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ هذا هو الوحي ﴿ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (ص:26) .إذًا ما ثمَّ إلا وحيٌ أو هوي .
فإذا اتبع المرء الوحي خرج من ظلمه وجهله وإذا اتبع الهوى بقيَّ على أصل خلقته .
كيف يمكن للمرء أن يجتاز هذه الحياة ويلقى الله- عز وجل- بوجهٍ أبيض ؟ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل الفُرقَة والبدعة كما نصَّ على ذلك جماعة من العلماء كسفيان الثوري وغيره من أهل العلم .
لا يستطيع المرء أن يتخلص من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي .
ولذلك الإمام البخاري- رحمة الله عليه- لما صنَّفَ كتابه الصحيح الذي هو أصح كتابٍ بعد كتاب الله – عز وجل- بإجماع أهل العلم ، ليس هناك كتاب أعلى من كتاب البخاري ، لا في شرطهِ ولا في تبويبهِ ، ولا في فقههِ ثم يتلوه كتاب مسلمٍ- رحمه الله- .
الإمام البخاري سمى كُتب صحيحه كعادة أهل العلم الذين صنَّفوا كتب الأحاديث ، يقول كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصيام ، كتاب الحج ، كتاب الطلاق كتاب النكاح ، يقسمون كتب الأحاديث إلى كتب مسماه .
بم بدأ البخاري رحمه الله صحيح البخاري وبما أنهاه؟
البخاري- رحمه الله- بدأ كتابه الجامع الصحيح بكتاب سماه كتاب بدأ الوحي وآخر كتاب في صحيح البخاري اسمه كتاب التوحيد ، البخاري سمى أول كتاب في صحيحه كتابَ بدأ الوحي ثم كتاب الإيمان ، ثمَّ كتاب العلم ، ثمَّ كتاب الطهارة ، وعندك الغسل والحيض وغير ذلك ثمَّ تدخل على الصلاة لكن أول كتاب اسمه بدء الوحي ، وآخر كتاب في صحيحه اسمه كتاب التوحيد .
ماذا يريد البخاري بهذا ؟
أراد البخاري أن يقول: من أراد أن يُختم له بالتوحيد فعليه بالوحي ، لابد أن يبدأ كلَّ حياتهِ بالوحي قرءانًا وسنة ، لأنَّ الوحي ليس قرءانًا فقط ، ﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾(الحجر:9) ، أجمع أهل العلم على أن الذكر هو القرءان والسنة معًا وليس القرءان وحده .
فالذي يريد أن يُختم له بالتوحيد في آخر حياته فليلزم في كل أموره الوحي المنزَّل من الله- عز وجل- وهو القرءان ، والموحى إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- إلا وهو السنة .
إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.
ترجم الإمام الزاهد الكبير العلَم سفيان الثوري- رحمه الله- هذا الكلام بكلمةٍ جميلةٍ قال فيها: ( إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ),لا تفعل هذا إلا إذا كان مأذونًا لك ، لأن الله – عز وجل- لما خلقنا وصمنا بصفة العبودية ، فأنت عبد إما بالاختيار أو بالقهر والاضطرار .
أكثر الخلق يقعون تحت مظلة عبودية القهر.
عبودية القهر التي يقع تحت مظلتها أكثر الخلق كما في قوله تعالي:﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾(مريم:93) ، هو عبدٌ رغمًا عن أنفه ، لأنه يمرض بغير اختياره ، ويموت بغير اختياره أيضًا ، فهو موصوم بالذل الأصلي .
أجمل تعريف للذل قرأهُ الشيخ _حفظه الله_.
وأجمل كلمة قرأتها في تعريف الذل وهي كلمة جامعة مانعة في التعريف ولله در قائلها .قال: (كلَّ عزيزٍ دخل تحت القدرةِ فهو ذليل )
الفرد الذي لا يدخل تحت القدرة هو الله- عز وجل- وحده .
أما كلُّ عزيزٍ في الأرض سواء كان ملكًا مُطاعًا متوجًا أو رئيسًا في قومه فهو داخلٌ تحت القدرة ، إذ أنه يموت ويمرض وقد يذهب ملكه ، قد يستولي على ملكه من هو أقوى منه , ولقد قرأنا التاريخ وعلمنا كم من ملوك ذلّوا ودخلوا السجن وماتوا فيه وكانوا أعزة قبل ذلك ، لا يُداس لهم على طرف ولا تسقط لهم كلمة ,فكل عزيز دخل تحت القدرة فهو ذليل .
مايدلُّ علي تمام عز الله_ تبارك وتعالي_.
وكما قلت لكم الفرد الذي لا يدخل تحت قدرة أحد هو الله- عز وجل- ، قال تعالي:﴿ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾(المؤمنون:88) ، وقال تعالى:﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾(الرعد:41)، وقال تعالي:﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾(هود:107) ، وقال تعالي:﴿ وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾(الشمس:15) .
كل هذا يدلُّ على تمام عزه- تبارك وتعالي- له الأسماء الحسنى والصفات العلي ، نحن خُلِقنا كما قلت ووصِمنا بصفة العبودية .
المراد بالعبودية.
معنى أن تكون عبدًا باختصار وبساطة شديدة أن يكون لك سيدٌ آمر ، وهذه طبيعة العبد له سيدٌ آمر ، السيد الآمر هو الله – عز وجل- ، فإن استطعت كما يقول سفيان الثوري ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ، فمن أراد أن يُختم له في أخر حياته بالكلمة المباركة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، من أراد أن يُختمُ له بالتوحيد ، فعليه أن يبدأ كل حياتهِ بالوحي .
شرط العبُودية.
إذا أردت أن ترفع قدمك سل نفسك هل أنت مأذونٌ لك أن ترفعها أم لا تريد أن تضع قدمك في أي مكان تضع هذا القدم ، إذا وضعت قدمك ها هنا فهل أنت مأذونٌ لك أن تضعها ها هنا أم لا ، وهذا الكلام إذا أردت أن تحقق شرط العبودية ، إنما الكلمة الفاجرة التي انتشرت على ألسنة كثير من المسلمين في بلاد العالم أن يفعل الشيء ثم يقول: أنا حر
المراد بالحرية المزعومة.
أنا حر: هذه الكلمة معناها أنا منفلت معناها أنني خلعت رداء العبودية أفعل ما أريد ، عاد إلى أصل خلقته وأنه ظلوم وجهول ، إن لم يستضيء بنور الوحي رجع إلى أصل خلقته .
المسلمون أولى الناس بالحق والهدى.
نحن معاشر المسلمين أولى الناس بالحق والهدى ، كتابنا هو الكتاب الوحيد على ظهر الأرض صحيح النسبة إلى الله ، ليست هناك أمةٌ لها هذا الشرف إلا أمتنا وحدها ، كتابها صحيح النسبة إلى الله ، أما بقية الكتب فهي محرفةٌ بشهادة الكتاب المهيمن على هذه الكتب كلها ، وكذلك نبينا- صلي الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي ، كان أنبياء بني إسرائيل قديمًا إذا جاء النبي بوحيٍ إلى بني إسرائيل ، لا يلبث أن يحرفوا هذا الوحي ، فيرسل الله نبيًا آخر يصحح ما أفسده الخلق وما بدلوه من كلامه – تبارك وتعالي- فلا يلبث أن يحرِّف الناس هذا الكلام أيضًا فيرسل رسولًا آخر .
أكثر الأمم الذي جاءها الأنبياء بنو إسرائيل .
فلما قضى الله- عز وجل- أن يكون القرءان آخر الكب جعلهُ مهيمنًا علي ما سبقه من الكتب ، وقاضيًا عليها ، ولما كان نبينا – صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء عصم الله- عز وجل- كلامه من التحريف بأن لم يعهد حفظ الكلام إلى العباد كما كان يعهد في بني إسرائيل ، إنما تولى حفظ القرءان بنفسه ، لأن الله- عز وجل- لو وكل إلينا حفظ القرءان إلينا لوجد فينا من يحرفه .
حفظ الله _عز وجلَّ_ لكتابه .
فقال تعالي:﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ، فلم يجعل حفظ كتابه لأحدٍ من البشر ، إن بين المسلمين ومن يتسمون بأسماء المسلمين بينهم زنادقة وبينهم من أكثر من اليهود والنصارى ، هؤلاء يُمكن أن يحرفوا القرءان فلما كما قلت لكم كان القرءان آخر الكتب تولى الله- عز وجل- حفظه بنفسه فنحن أمة شريفة لنا منقبة ليست لأمةٍ أخرى ألا وهي كتابنا .
لو أن رجلًا خطر بباله أن يحرِّف حرفًا من القرءان ، أو أن يضع نقطةً على حرف لرد عليه ألوف الصبيان في جنبات العالم ، وهذا لا يُعرف لأمةٍ من الأمم ، الصبية الصغار يحفظون كلام الله عن ظهر قلب ، لا يجرؤ أحدٌ على تحريف حرف من كتاب الله لأنه محفوظ ، فالوحي قرءاناً محفوظٌ بحمد الله والسنة محفوظةٌ بحمد الله- عز وجل- بشهادة أكثر الناس عداءًا للإسلام .
لأن السنة حُفِِِِِِِِظّت بعلم مصطلح الحديث ، وهو تصحيح نقل الأخبار، قوانين قبول الأخبار ، والله- عزَّ وجل- هدى هذه الأمة إلى هذا العلم الذي لا يعرف لأمة من الأمم عشر معشاره .
ينبغي أن تبدأ كلَّ حياتك بالوحي.
إذًا الوحي ينبغي أن تبدأ به كل حياتك ، ولا تنسي يومًا من الأيام أنك عبد لو أردت أن تخرج من صفة العبودية لا تستطيع ، اليوم موتور المصعد من صفته الشد إلى أعلى ، ممكن تأتي بموتور المصعد وتركبه وتجعله سيارة ، أنت لا تستطيع ، لماذا ؟ لأن هذا المصعد خُصِّص للشد إلى أعلى الذي صنعه صَنعه لذلك ، فأنت لا تستطيع أن تستخدمه في غير ذلك .
موتور السيارة لما صنعه صانعه صنعه ليمشي إلى الأمام أو يرجع إلى الخلف هل تستطيع أن تأتي بموتور السيارة وأن تضعه مكان المصعد ليشد إلى أعلى الكابينة إلى أعلي ، طبعًا لا ، لأن صانعه ما صنعه لغير ذلك
لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت.
كذلك خالقك خلقك لتكون عبدًا لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت ، كما قلت لك: إن لم يأت المرء بعبودية الاختيار سيأتي بعبودية القهر والاضطرار .
عبودية الاختيار: أن ترضى بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ- صلي الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا .
نداء الشيخ_ حفظه الله _للمسلمين في جنبات الأرض.
أيها المسلم: لا يكون الجماد أفضل منك ، قال الله – عزَّ وجل للسماوات والأرض﴿اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾(فصلت:11) ، هذا الجماد يأتي طائعًا ولا يأتي المرء مختارًا ، لأجل هذا ولأننا عبيدٌ لابد أن نرجع إلى معنى العبودية ، بكل أسف كثيرٌ من الناس لا يعرف معنى العبودية .
والعبودية ترتكز على ركنين أساسيين لا تتحقق عبودية عبد إلا بهما .
الركن الأول: كمال الحب .
الركن الثاني: كمال الذل .
أما الحب: فهو مَركَبُ لا يضلُّ راكبه ، لا يرى المرء مع الحب مشقة ، وقانون الحب ثابتٌ مركوزٌ عند كل بني آدم سواء كان كافرًا أم مسلمًا .
قانون الحب يقول:
1-أنه لا إرادة لك مع حبيبك .
2- أنك لا تستطيع أن ترى عيبًا في حبيبك.
من أمثالنا العامية نقول: (الحب أعمي) ،ومعنى الحب أعمى: انك لا ترى في حبيبك عيبًا ، فلو رأيت فيه عيبًا كان النقص في محبتك على قدر ما رأيت من العبد .
ولذلك الفرد الذي يستحق الحُبَّ لذاته هو الله- سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له في ذلك .
وكل مخلوق بعد ذلك سواء كان ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلًا إنما نحبه لأن الله اصطفاه وأحبه , ولأن الله قرَّبه ، أما يُحَبُّ لذاته فهو الله وحده له الأسماء الحسنى والصفات العلى .
مفهوم الحبّ.
فالحب ألاَّ يكون لك إرادة مع حبيبك ، أي مسحوب ، مهما قال لك افعل لا تستطيع أن تقول له: لا ، وهذا كما قلت لكم ليس في الشرع ، إنما هو في الطبع ، الجماعة المحبين الذين يحبون بعض ، الرجال والنساء وغير ذلك كله هكذا ، إذا كلف المرء بحب امرأة يصير عبدًا لها ، وإذا أحبت المرأة رجلًا صارت أمةً له .