حصريا..هدية منتدانا الغالى تفريغ محاضرات إتقان التلاوة للدكتور أيمن سويد الحلقة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثانى من دروس إتقان التلاوة
نكمل اليوم حديثنا عن الإمام ابن الجزري رحمه الله
جلس الإمام للإقراء تحت قبة النسر فى مسجد بنى أمية الكبير فى مدينة دمشق،وجرت من عادة أهل الشام أنه لا يجلس تحت قبة النسر للتعليم سواء كان فقيها أو مُحدثا أو مُقرئا إلا كبير البلد فى ذلك العلم.وبنى فيه دارا لتعليم القرآن سماها دار القرآن الكريم.
دخل بلاد تركيا ونزل بمدينة بُرصة فأكرمه السلطان العثمانى بايزيد خان وعظمه ونشر القراءات والحديث فيها لعدة سنين،وفيها ألف كتاب النشر فى القراءات العشر.وكانت مدينة بُرصة فى ذلك الزمان تُسمى بروسة ولذاهبه هناك قصة أحكيها لكم:
كان الإمام الجزري فى الحج فى مكة المكرمة فسمع من بعض الحجاج أن طُلابا للقرآن العظيم فى بلاد الروم,_وكلمة بلاد الروم فى المئة الثامنة من الهجرة كانت تعنى بلاد تركيا- ليس لهم أمل فى الدنيا ولا مطلب إلا أن يقرؤا القرآن على الإمام محمد ابن الجزري لما عرفوا من اتقانه وتمكنه فى القرىن العظيم، إلا أن هؤلاء الطلاب فقراء تمنعهم قلة ذات اليد أن يلحقوا بهذا الإمام ويسئلوا فى أى بلد هو فيسافروا إليه.
فلما سمع بذلك الإمام ابن الجزري وهو فى مكة المكرمة ،قال:أنا أسافر اليهم،فذهب من مكة إلى جُدة ومن جُدة ركب البحر إلى مصر ثم تابع الطريق إلى الأسكندرية المصرية،ثم ركب البحر مرة ثانية إلى أنطاكية على السواحل التركية،ونزل هناك ليستريح،إلا أن أحد هؤلاء الطلاب الفقراء زاد به الشوق للقاء الشيخ وصمم على الذهاب إليه حتى ولو بدون مال،فسأل عن الشيخ فقالوا له أنه فى الحجاز،فأراد أن يسافر إليه فذهب من بثروسة إلى انطاكية ليتابع الطريق إلى الحجاز،فدخل مسجدا للصلاة والراحة وبعد صلاة العشاء رآه أحد أهل أنطاكية فعرف أنه غريب فعرض عليه أن يذهب معه إلى بيته للراحة وتناول العشاء،وأثناء تناول العشاء أراد الرجل الأنطاكي أن يساير الطالب ويسايره ليسليه،
فقال له لقد نزل اليوم فى مدينتنا عالم كبير من علماء القرآن اسمه محمد بن الجزري،فلما سمع الطالب بذلك قال والله لا أنام حتى أراه وصمم على ذلك،فلما ذهبوا لبيت الشيخ انكب عليه وأظهر له فرحه الشديد وذكر له رحلته فتأثر الإمام ابن الجزري بها فظل فى انطاكيه لم يتركها حتى أقرأ هذا الطالب القرآن كله وأجازه.
ثم تابع طريقه إلى بُروسه والتى كانت عاصمة السلطان بايزيد خان رحمه الله تعالى،فجلس فى بروسة وبدأ يتصل به الطلاب الفقراء وفرحوا به جدا ،ووصل خبره للسلطان بايزيد فطلب أن يحضروه له معززا مكرما ، فلما دخل سأله عن سبب قدومه لبروسة فذكر له انه جاء لِيُقرأ الطلاب الفقراء فأكبر السلطان هذا المل لابن الجزري فقال له السلطان أنت أُستاذ أولادى أولا ثم من شئت من المسلمين وأمر له بدار واسطبل فيه دواب وأمر له براتب شهري وأكرمه غاية الكرم.
ظل الإمام يُعلم الطلاب الفقراء،وفى تلك البلاد ألَّف كتابه العظيم النشر فى القراءات العشر،والذى أودع فيه خلاصة علمه وأصح طرق القرءان وروداالقراءات العشر،والذى أودع فيه خلاصة علمه وأصح طرق القرءان ورودا،وهذا الكتاب لم نزل منذ عصر مؤلفه إلى زماننا هذا ،لم يزل المرجع الأول عند القراء.
أرءيتم ياطلاب القرءان،أرءيتم يا أساتذة القرآن،أنه من ترك شيئا لله من سعى لنشر القرآن العظيم وتعليمه فى الامة ومن أراد رفعة القرءان فى الامة ،فإن الله لا يضيعه ابدا ً.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسيرون على درب هذا الإمام العظيم فى الإخلاص فى تعلم وتعليم القرآن.
بعد ذلك اخذه الامير تيمور لنك إلى بلاد ما وراء النهرين –نهر سيحون وجيحون- فى بلاد فارس فأقرأ فى تلك البلاد سنين واتقر به الحال فى بلاد شيراز وكانت بلاد سنية فى ذلك الزمان.
له مؤلفات عديدة هى المرجع فى علوم التجويد والقراءات منها:
منظومة المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه، تحبير التيسير، النشر فى القراءات العشر، غاية النهاية فى طبقات القراء،وكتاب التمهيد فى علم التجويد.وهو كتاب ألفه وهو فى السابعة عشر من عمره،منجد المقرئين ومرشد الطالبين ،منظومة الدرة فى القراءات الثلاث،منظومة طيبة النشر فى القراءات العشر،غاية المهرة فى الزيادة على ال العشرة.
بعد حياة حافلة فى خدمة القرآن العظيم علما وتعليما وتحقيقا ونشرا وتأليفا.
توفى ابن الجزري فى شيراز وكانت جنازته مشهودة.هكذا أنهينا سيرة مختصرة للإمام الجزري إمام الكل وإمام الدنيا،تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.

انتهى الدرس الثانى للدكتور أيمن سويد-حلقات اتقان التلاوة
لا تنسونى من صالح دعاؤكم.

جزاك اللله خيرا
بـــــــارك الله فيكي

تسلم ايدك
بارك الله فيكي
وجعله في ميزان حسناتك

الشكر لكي قليل فتقبلي دعاء لك...

» حصريا..هدية منتدانا الغالى تفريغ محاضرات إتقان التلاوة للدكتور أيمن سويد
» أطلس التجويد للشيخ : أيمن سويد برابط مباشر
» حكم سجود التلاوة
» إلى فلذات أكبادي وجميع أحبابي هدية محب
» طفل أمريكي في الثانية عشره من عمرهيجمع مصروفه ليزور المسجد الحرام